ومما يستفاد من الحديث: استحباب الإكثار من القراءة في رمضان، وكونها أفضل من سائر الأذكار، لا شك أن القراءة -قراءة القرآن- في رمضان لا شك أن أنها من أفضل الأعمال، وإذا كان الحرف بعشر حسنات في سائر الأوقات فما بالك في رمضان! فعلى المسلم أن يغتنم عمره وأنفاسه في مدارسة كتاب ربه، وتلاوته وقراءته على الوجه المأمور به بالترتيل والتدبر، والتفهم والعمل والتطبيق.
المقدم: عفواً يا دكتور، ألا يفهم من هذا الحديث أن قراءة القرآن في رمضان ليلاً أفضل منه نهاراً؟
نعم، بعضهم على ما سيأتي تأتي الإشارة إلى ذلك في التراجم، بعضهم ذكر أن المدارسة في الليل أفضل من النهار.
المقدم: تفضل المدارسة على مجرد القراءة، أم أن هذا خاص به -عليه الصلاة والسلام- من أجل الضبط؟
لا شك أن من دارس القرآن مع غيره ممن هو أحفظ منه وأتقن يحصل له أجر الاقتداء والإئتساء، إضافةً إلى أجر التلاوة والتدبر.
يقول:"واستحباب الإكثار من القراءة في رمضان وكونها أفضل من سائر الأذكار، إذ لو كان الذكر أفضل أو مساوياً لفعلاه"، وعلى كل حال الذكر أمر مطلوب، {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ} [(٣٥) سورة الأحزاب] ((سبق المفردون)) وجاء في الذكر وفضل الذكر نصوص كثيرة عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في فضله والإشادة به، وفضل أهله، من الأذكار التي لا تكلف الإنسان شيئاً:((من قال: سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرة -سبحان الله وبحمده يمكن أن تقال في دقيقة ونصف- حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) ولا يقول قائل: أن هذه مبالغة في الثواب، هذا الحديث في الصحيحين، يعني هذا في دقيقة ونصف يمكن أن يقال أو دقيقتين، ((حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر)) وهذا في الأذكار فما بالك في القرآن الذي هو كلام الله؟!
هو الكتاب الذي من قام يقرؤه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
وشيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- يقول:"من قرأ القرآن على الوجه المأمور به أورثه من الإيمان واليقين والطمأنينة وراحة القلب ما لا يدركه إلا من صنع ومن فعل مثل هذا الفعل"، والله المستعان.