يقول المؤلف:"وسميت هذا الكتاب بالتجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح" المقصود بالتجريد التخليص من الزوائد، الصريح الذي لا خفاء فيه ولا غموض، "لأحاديث الجامع الصحيح" يعني للإمام البخاري، "والمسؤول من الله تعالى أن ينفع بذلك، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، وأن يصلح المقاصد والأعمال" نعم لأن العبرة بالمقاصد، وليست بالعبرة بالمظاهر، ((إن الله لا ينظر إلى صوركم وأبدانكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم)) وأول حديث في الصحيح حديث الأعمال بالنيات، فعلى الإنسان لا سيما طالب العلم أن يتفقد نيته، وأن يكون ديدنه اللهج بسؤال الله -سبحانه وتعالى- أن يصلح مقصده؛ لأن العلم الشرعي من علوم الآخرة المحضة التي لا يجوز التشريك فيها بغير الله -سبحانه وتعالى-، بل على طالب العلم أن يحسن نيته التي لا يجوز للمسلم أو لطالب العلم أن يشرك بها فيها مع الله -سبحانه وتعالى- غيره.
يقول المختصر:"بجاه سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين" السؤال بجاه النبي -عليه الصلاة والسلام- لا يخلو من أحد أمرين: أما أن يكون قسم بجاه النبي -عليه الصلاة والسلام-، والإقسام على الله -سبحانه وتعالى- بمثل هذا لا يجوز، بل منهيٌ عنه عند جماهير العلماء، إذ لا يجوز الإقسام بغير الله -سبحانه وتعالى-، ويحتمل أيضاً أن يكون يسألُ الله -سبحانه وتعالى- به، وهذا وإن جوزه طائفة من الناس، ووجد في دعاء كثيرٍ منهم، لكن ما روي عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في ذلك كله ضعيف بل موضوع، وأشار إلى ذلك شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى- في كتابه: الموسوم بـ (قاعدة جليلة في التوسل بالوسيلة) فعلى الإنسان أن يجتنب مثل هذه الأساليب التي فيها شيءٌ من المخالفة، وفيها شيءٌ من الخروج من السنة وغيرها.
يقول:"وهذا حين الشروع -إن شاء الله تعالى-"، يعني في الاختصار، بدأً في الباب الأول، كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.