للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((بني الإسلام)) بني: مبني للمفعول من البنيان، والباني هو الله -سبحانه وتعالى- حذف للعلم به، والإسلام مرفوع نائب عن الفاعل، وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة، الإسلام هو: الاستسلام والانقياد والخلوص من الشرك ((على خمس)) أي: دعائم، كما صرح بذلك عبد الرزاق في روايته، وفي رواية لمسلم: ((على خمسةٍ)) أي: أركان ((شهادة أن لا إله إلا الله)) وفي رواية لمسلم: ((على أن يوحد الله)) وفي رواية له: ((على أن يعبد الله ويكفر بما دونه)) والمعنى واحد، يقول ابن حجر: فإن قيل: الأربعة المذكورة مبنية على الشهادة إذ لا يصح شيء منها إلا بعد وجودها، فكيف يضم مبني على مبني عليه في مسمى واحد؟! -كلام ابن حجر- يقول: فإن قيل الأربعة المذكورة مبنية على الشهادة إذ لا يصح شيء منها إلا بعد وجودها فكيف يضم مبني؟ كيف يعطف المبني على ما بني عليه؟ فكيف يضم مبني إلى مبني عليه في مسمى واحد؟ أجيب بجواز أبتناء أمر على أمر ينبني على الأمرين أمرٌ آخر، الأركان الأربعة مبنية على الشهادة.

المقدم: نعم.

والشهادة مع الأركان الأربعة تشكل شيئاً واحداً هو إيش؟

المقدم: الإسلام.

الإسلام.

المقدم: نعم.

فإن قيل: المبني لا بد أن يكون غير المبني عليه، وهذا مأخوذ من إيش؟ من العطف، فإن قيل: المبني لا بد أن يكون غير المبني عليه أجيب بأن المجموع غير من حيث الانفراد عينٌ من حيث الجمع، وش معنى هذا الكلام؟ المجموع غير من حيث الانفراد، لا شك أن الأمور المتعاطفة متغايرة من وجه، لكنها من حيث الجمع من حيث الصورة العامة المكتملة شيء واحد.

المقدم: يعني كأنهم يقولون: الصلاة غير الزكاة والحج غير الصيام.

معروف.

المقدم: نعم.

إيه.

المقدم: هذا بنفرادها، لكن من حيث المجموع؟

من حيث المجموع هي عبادة لله وحده -سبحانه وتعالى-، وهي دين، وهي الإسلام.

المقدم: نعم، جميل، جيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>