فإذا أحب المؤمن لنفسه فضيلة من دين أو غيره أحب أن يكون لأخيه نظير هذا من غير أن تزول عنه، كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إني لأمر بالآية من القرآن فأفهمها فأود أن الناس كلهم فهموا منها ما أفهم" لو طبقنا هذا، ونظرنا في واقع عموم المسلمين، بل مع الأسف الشديد بعض من ينتسب إلى العلم، هل يحب لغيره من أهل العلم أن يظفر بهذه الفائدة كما ظفر بها؟ لا شك أن هذا عزيز جداً، يقول ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إني لأمر بالآية من القرآن فأفهمها فأود أن الناس كلهم فهموا منها ما أفهم" بعض الناس يحزن إذا رأى آخاه المسلم حفظ ما لم يحفظ من القرآن، أو تقدم عليه في التلاوة مثلاً، أين هذا من قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) الله المستعان.
يقول الشافعي:"وددت أن الناس كلهم تعلموا هذا العلم ولم ينسب إليّ منه شيء".
في قوله -عز وجل-: {وَسَارِعُواْ} [(١٣٣) سورة آل عمران] {سَابِقُوا} [(٢١) سورة الحديد] هل في ذلك ما ينافي هذا الحديث؟ لأن المسارعة والمسابقة والمنافسة في الخيرات تقتضي أن الإنسان يسارع غيره، ويسابق غيره، فكيف نوفق ما قد يُفهم من هذه النصوص وما معنا من هذا الحديث؟ هل في ذلك معارضة؟ هل معنى هذا أنك إذا نافست زيداً من الناس أو سابقته أو سارعته إلى الخيرات؟