تعليم بلا شك، لأن مقتضى الأمر إما الوجوب أو الاستحباب، وهذا ضرب من ضروب التعليم، تعليم الحكم الشرعي، يقول الكرماني: فإن قلت: الحديث يدل على الوعظ فما وجه دلالته على التعليم، حديث يدل على الوعظ، فما وجه دلالته على التعليم، حتى يدل على تمام الترجمة؟
أجاب كعادته، قلت: من جهة أن الأمر بالصدقة يستلزم التعليم، والله أعلم.
وقال العيني: "وجه المناسبة بين البابين هذا الباب -باب عظة الإمام النساء وتعليمهن- والذي قبله، باب تعليم الرجل أمته وأهله، من حيث أن المذكور في الباب السابق تعليم الرجل أهله، وهو خاص, والمذكور في هذا الباب تعليم الإمام النساء وهو عام، فتناسق من هذه الحيثية بجامع التعليم في كلٍ، في الترجمة الأولى، تعليم خاص، والثانية تعليم عام، والمراد بالإمام، هو الإمام الأعظم أو من ينوب عنه، وذكر وجه المطابقة بين الحديث والترجمة ما حاصله عند ابن حجر المتقدم.
والعظة بكسر العين بمعنى الوعظ؛ لأنه مصدر من وعظ يعظ وعظاً فلما حذفت الواو تبعاً لفعله عوضت عنها الهاء، فلما حذفت الواو تبعاً لفعله عوضت عنها الهاء، مثل وعد، وعظ يعظ عظة، وعد يعد عدة، وزن يزن زنة، والوعظ هو التذكير بالعواقب.
في المصباح المنير، وعظه يعظه وعظاً وعظة أمره بالطاعة ووصاه بها وعليه قوله تعالى:{قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍٍ} [(٤٦) سورة سبأ] أي أوصيكم وآمركم، وعظه يعظه وعظاً وعظة، فاتعظ، أي ائتمر وكف نفسه والاسم الموعظة وهو واعظ والجمع وعاظ، والموعظة والوعظ وما في معناه الإرشاد والدلالة والتوجيه كلها التذكير بالعواقب من أجل أخذ الحيطة مما يستقبل.