ومعه بلال, كذا للتشنيع وسقطت الواو للباقين، سقطت الواو للباقين، يعني خرج معه بلال، قال العيني وقبله الكرماني: جملة اسمية وقعت حالاً وحذف الواو جائز بلا ضعف، نحو قوله تعالى:{اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [(٣٦) سورة البقرة]، فاستغني بالضمير عن الواو، استغني بالضمير معه بلال، فاستغني بالضمير عن الواو، واو الحال، وبلال هو ابن رباح الحبشي، يكنى أبا عبد الله، أو أبا عمرو، أو أبا عبد الرحمن، أو أبا عبد الكريم، يعني اختلف في كنيته، اختلافاً كثيراً، وهذه هي العادات فيمن اشتهر باسمه، من اشتهر باسمه لا شك أن الكنية تضيع، خلاف من اشتهر بالكنية، الاسم يضيع، فأبو هريرة اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قولاً؛ لأنه اشتهر بكنيته، وقتادة يندر من طلاب العلم من يعرف كنيته،. . . . . . . . . يستعرض اسمه، وشهرته باسم أمه حمامة، كان قديم الإسلام وهو أول من أظهر الإسلام وعذب على إسلامه مات سنة ٢٠ في الشام.
فظن -أي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لم يسمع النساء، حين أسمع الرجال، وفي بعض النسخ فظن أنه لم يُسمِع بدون لفظة النساء، وأن مع اسمها وخبرها سدت مسد مفعولي ظن، وفي هذا ما يدل على بعد النساء عن مكان الرجال، وإلا لو كن قريبات من مكان الرجال، لسمعن الخطبة؛ لأن ما الذي دعاه أن يخص النساء بهذه الموعظة، إلا أنه ظن أنه لم يسمع، فظن أنه لم يسمع، ظن أنه ما أسمع النساء، دليل على أن النساء بعيدات عن مكان الرجال، ولو كن قريبات لظن أنهن سمعن، واكتفى بموعظته للرجال، ويدخل النساء معهم؛ لأن النساء شقائق الرجال.
ولهذا يرد سؤال كثير -أحسن الله إليك- في مثل خطبة العيد، بعض الخطباء يخصص الجزء الأخير من الخطبة الثانية للنساء، يخصهن بالموعظة، هل لهذا أصل؟ وهل هذا الحديث يعتبر دليل على ذلك؟.
أستأذن فضيلتكم أن يكون هذا هو بداية الحلقة القادمة بإذن الله تعالى.
لنستكمل القول عن الحديث، وأيضاً الكلام عن هذا الموضوع بإذن الله.
أيها الأخوة والأخوات بهذا نصل وإياكم إلى ختام هذه الحلقة من شرح كتاب التجريد الصريح إلى كتاب الجامع الصحيح، نستكمل ما تبقى بإذن الله في الحلقة القادمة، وأنتم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.