وأجاب الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عن ذلك من وجهين، ونستحضر ما ذكرناه في الحلقة السابقة أنه في طرق الحديث ما يدل على أن أباها هو الذي جاء يعرضها للنبي -عليه الصلاة والسلام-، يعرض بها، عله أن يتزوجها، والنبي -عليه الصلاة والسلام- له أن ينظر إلى النساء، وليس عليهن حجاب عنه -عليه الصلاة والسلام- في قول جمع من أهل العلم، وهذا القول له مرجحاته، والنصوص الكثيرة تدل على ذلك.
المقدم: والشنقيطي رد وين يا شيخ؟ في الأضواء؟
الشنقيطي في أضواء البيان في الجزء السادس صفحة ستمائة وما بعدها أجاب عن هذا الاستدلال من وجهين الأول: الجواب بأنه ليس في شيء من روايات الحديث التصريح بأنها كانت كاشفة عن وجهها، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- رآها كاشفة عن وجهها، ليس فيه تصريح، وأنه أقرها على ذلك؛ لأن عندنا من حيث الدلالة عندنا نص ما يحتمل، وعندنا ظاهر، يعني ظاهر الحديث أنها كاشفة، لكن ليس بنص على أنها كاشفة، ما في تنصيص على أنها كاشفة.
وأن النبي -عليه الصلاة والسلام- رآها كاشفة عنه وأقرها على ذلك، بل غاية ما في الحديث أنها كانت وضيئة، وفي بعض روايات الحديث: أنها حسناء.
المقدم: وين هذا تعرف منه؟
ومعرفة كونها وضيئة أو حسناء لا يستلزم أنها كاشفة عن وجهها، وأنه -صلى الله عليه وسلم- أقرها على ذلك، بل قد ينكشف عنها خمارها، تعرف الآن مسألة ركوب على دواب، ما هي المسألة مسألة استقرار بحيث تتحكم المرأة بسترها.
بل قد ينكشف عنها خمارها من غير قصد، فيراها بعض الرجال من غير قصد كشفها عن وجهها، يقول: كما أوضحناه في رواية جابر في حديث سفعاء الخدين، يمكن الخمار من غير قصد، وهذا يحصل كثير ترى، يحصل كثير يعني نساء متحجبات من ذوات التحري، ومع ذلك قد يبدو منها ما يبدو.
المقدم: خصوصاً في موس الحج.
وأما الوضاءة واللون قد من أنملة، من أناملها يبين هذا.
نعم يقول: ويحتمل أن يكون يعرف حسنها قبل ذلك الوقت لجواز أن يكون قد رآها قبل ذلك وعرفها.