وكره عطاء النظر إلى الجواري اللاتي يبعن بمكة إلا لمن يريد أن يشتري، حتى الجواري، وإن لم يكن عليهن حجاب.
قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو اليمان قال: أخبرنا شعيب عن الزهري قال: أخبرني سليمان بن يسار، قال: أخبرني عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: أردف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته ... الحديث.
المناسبة: يعني ما قدمه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- في الباب يرتبط بعضه ببعض، الآية {لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [(٢٧) سورة النور] وثيقة في الاستئذان، وقول سعيد بن أبي الحسن لأخيه الحسن: إن نساء العجم، فقال: اصرف بصرك، له ارتباط بالحديث، وكلام قتادة والزهري كله له ارتباط وثيق بالحديث، وكذلك النظر إلى الجواري في كلام عطاء وكراهيته ذلك.
لكن ارتباط الحديث بكتاب الاستئذان؟
المقدم: ما يفهم ما قلت يا شيخ، ما هو بقريب منه.
ويش يقول؟
المقدم: يعني الآن الاستئذان في الغالب أنه سبب لمنع الإنسان أن يقع بصره على ما لا يحل له.
ولذلك جاء في الحديث الصحيح:((إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)).
المقدم: البصر، والحديث فيه أن الفضل صرف بصره.
فيه صرف البصر، فتبينت المناسبة في هذا الحديث صرف النبي -عليه الصلاة والسلام- وجه الفضل لما طفق ينظر إلى المرأة، ففيه التوجيه العملي بغض البصر، ولا يخفى أن الاستئذان إنما شرع من أجل البصر.
ترجم الإمام البخاري في كتاب الاستئذان: باب الاستئذان من أجل البصر، وذكر فيه حديث سهل بن سعد وفيه:((إنما جعل الاستئذان من أجل البصر)) فالارتباط وثيق بين النظر إلى الأجنبيات مع الاستئذان.
قال -رحمه الله- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يركب راحلته بذي الحليفة، ثم يهل حتى تستوي به قائمة.
نعم راوي الحديث الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب تقدم ذكره مراراً.