للجميع لو كان استدراك.
وسماه جهاداً لما فيه من مجاهدة النفس، بالكف عن شهواتها وجهاد الشيطان، فلا شك أن في الحج ضرب من الجهاد، مجاهدة النفس لا شك أن مثل هذه العبادة لا تنال إلا بشق الأنفس، فمجاهدة النفس ظاهرة، ومجاهدة الشيطان أيضاً ظاهرة، فهو جهاد من هذه الحيثية بمعناه الأعم.
وقال العيني: "على رواية الاستدراك، لكن أفضل الجهاد، على رواية الاستدراك، اسم (لكن) هو قوله: أفضل الجهاد بالنصب، لكن أفضل الجهاد، وخبرها قوله: ((حج مبرور)) والمستدرك منه يستفاد من السياق تقديره ليس لكن الجهاد، ولكن أفضل الجهاد في حقكن حج مبرور.
وعلى الرواية الأولى (لكُن) رواية الأكثر، أفضلُ الجهاد مرفوع على الابتداء، وخبره الجار والمجرور المتقدم عليه لكُن، تقديره أفضل الجهاد لكُن حج مبرور.
والتقديم هنا ((لكُن أفضل الجهاد)) تقديم الخبر الجار والمجرور على المبتدأ للاختصاص، مثل تقديم المعمول {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [(٥) سورة الفاتحة] مثلاً.
وفي رواية النسائي: "ألا نخرج فنجاهد معك، فإني لا أرى عملاً في القرآن العظيم أفضل من الجهاد، فقال: ((لكُن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور)).
وفي رواية ابن ماجه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله هل على النساء جهاد؟ قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((عليهن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة)) ونحتاج إلى هذا فيما بعد عند حج أزواج النبي -عليه الصلاة والسلام- بعده، ومنع عمر لهن في أول الأمر، ثم إذنه بذلك في آخر خلافته.
المقدم: منعه إياهن أن يحججن؟
نعم بعد النبي -عليه الصلاة والسلام-، سيأتي هذا، وقوله -عليه الصلاة والسلام-: ((هذه ثم لزوم الحصر)).
المقدم: نعم ((هذه والزمن الحصر)).
مع قوله -جل وعلا-: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [(٣٣) سورة الأحزاب].
أفضل الجهاد بالنسبة للنساء وإلا فقد أخرج البخاري في هذا الباب باب فضل الحج المبرور، أخرج حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال: سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- أي الأعمال أفضل؟ قال: ((إيمان بالله ورسوله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((جهاد في سبيل الله)) قيل: ثم ماذا؟ قال: ((حج مبرور)).
المقدم: فقدم الجهاد على الحج.