بعض الناس يسلك هذا المسلك وهو نافع جداً، لكن يبقى أن الفقهاء أدق في روايات أئمتهم فلا يستغنى عن كتب الفقه في كل مذهب، لا يستغني عن كتب الفقه في كل مذهب، لكن ليس معنى ذلك أننا ننقل المذاهب من غير كتب أصحابها، - يعني: ما نعول على فتح الباري في نقل المذهب الحنبلي، أو الحنفي، لابد أن نرجع إلى كتب الحنفية كتب الحنابلة سواء كانت من الشروح أو من كتب الفقه وهذا أولى.
بعد ابن بطال شروح كثير - يعني مندثرة - وقد تتداخل هذه الشروح، شرح الكرماني اسمه " الكواكب الدراري " مطبوع متداول ومشهور بين الشراح لا سيما من جاء بعده، اسمه" الكواكب الدراري " واشرنا إلى شيء من طريقته وطرائفه، وهو نافع يقتنيه طالب العلم ويقرأ فيه وقرأته لا تكلف شيء، قرأته سهله ليس المبسوط المطول - يعني: ثلاثة أشهر كفيلة بإنهائه لطالب العلم، يعني سهلة قرأته-، هناك شرح الإمام الحافظ ابن رجب واسمه "فتح الباري" مطابق لتسمية ابن حجر، وابن حجر اطلع على شرح ابن رجب وذكره في فتح الباري في ثلاثة مواضع ونقل منه وتتطابق اسم الكتاب مع كتاب ابن رجب، كتاب ابن رجب عيبه النقص والخروم يعني وجد إلى كتاب الجنائز، وفي أثنائه خروم كبيرة - يعني: من كتاب الإيمان إلى أثناء كتاب الطهارة - أكثر من مائتي حديث غير موجود، غير موجود النسخة رقم واحد.
وإلا ففيه من علم السلف مالا يوجد في غيره، ويشعر الإنسان بالراحة والاطمئنان وراحة النفس وكأنه يخاطب السلف إذا قرأ هذا الكتاب، وأيضا فيه إشارة إلى روايات وردت في الصحيح مما لم يطلع عليه اليونيني ولا القسطلاني ولا غيره؛ لأنه من أهل الرواية، إضافة إلى كونه مذهب الدراية.
فوصيتي ونصيحتي لطالب العلم، أن يبدأ بشرح ابن رجب ويفرغ منه، يدون فوائده وينهيه بسرعة، ما يحتاج أظن إلى وقت، يمكن يقرأه بشهر أو شهرين شرح ابن رجب، ثم بعد ذلك يمسح الكرماني ويفرغ منه، ثم يتفرغ للشروح الثلاثة التي هي العمد في هذا الباب، "ابن حجر، والعيني، والقسطلاني".