ومنهم من قال: العمل أشرف من الفعل، العمل أشرف من الفعل، فلا يطلق العمل إلا على ما فيه شرف ورفعة، بخلاف الفعل فإنه مقلوبُ فإن مقلوب عمل لمع، ومعناه ظهر وأشرف، الآن الكلام عن العمل لماذا نحتاج إلى مقلوب عمل؟ نعم.
طالب. . . . . . . . .
إيه تبين شرفه، أنت ما بينت شرف عمل، أنت بينت معنى لمع ظهر وأشرف، أو، نعم، نعم.
طالب. . . . . . . . .
يعني أصل المادة باشتقاقها الكبير والصغير، بمقلوبها، بجميع تصاريفها، ولذلك تجدون الكتب كتب اللغة القديمة، يجمعون مثل هذا في موضع واحد، يجمعون لمع مع عمل.
قال ابن رجب: وهذا فيه نظر لماذا؟ يقول: فإن عمل السيئات تسمى أعمالا كما قال تعالى: {من يعْملْ سُوءا يُجْز بِهِ} [(١٢٣) سورة النساء] السيئات ليس فيها شرف وقال: {منْ عمِل سيِّئة فلا يُجْزى إِلّا مِثْلها} [(٤٠) سورة غافر] ولو قيل عكس هذا لكان متوجها، ولو قيل مثل هذا لكان متوجها فإن الله تعالى إنما يضيف إلى نفسه الفعل، يضيف إلى نفسه الفعل كقوله تعالى:{وتبيّن لكُمْ كيْف فعلْنا بِهِمْ} [(٤٥) سورة إبراهيم] {ألمْ تر كيْف فعل ربُّك بِعادٍ} [(٦) سورة الفجر] {ألمْ تر كيْف فعل ربُّك بِأصْحابِ الْفِيلِ} [(١) سورة الفيل] {إِنّ الله يفْعلُ ما يشاء} [(١٨) سورة الحج] وإنما أضاف العمل إلى يديه {أولمْ يروْا أنّا خلقْنا لهُمْ مِمّا عمِلتْ أيْدِينا أنْعاما} [(٧١) سورة يس] يقول: وليس المراد هنا الصفة الذاتية بغير إشكال، وإلا استوى خلق الأنعام، وخلق آدم -عليه السلام-.