هذا هو الذي قرره في الفتح وفي التقريب، هذا الذي قرره وانتهى منه، لكنه قوله: عامر فيه ضعف وله متابع، لا شك أنه يضعف حكمه بأن الحديث من مسند عائشة وإلا كلامه في التقريب ظاهر، له ذكر في الصحيحين، يعني ما هو من رواة الصحيحين، إنما له ذكر في الصحيحين أنه سأل عن كيفية مجيء الوحي.
نعود إلى الصيغة:"أن الحارث بن هشام سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: كيف يأتيك الوحي؟ " ابن الصلاح حكى عن الإمام أحمد ويعقوب بن شيبة أن رأيهما في (أن) يختلف عن رأيهما في (عن)، فـ (عن) محمولة على الاتصال، و (أن) محمولة على الانقطاع، والسبب في ذلك أنه وجد كلامهما يختلف من صيغة إلى أخرى في حديث عمار الذي أشرنا إليه، يعني لما قال: عن عمار، محمد بن الحنفية عن عمار بصيغة (عن) قالوا: متصل، وعن محمد بن الحنفية: أن عماراً مر به النبي، قالوا: منقطع، فذهب وهَلَه ووهمه إلى أن السبب في اختلاف الحكم الاختلاف في الصيغة، صيغة الأداء، وليس السبب على ما توهم، بل السبب أنه في السياق الأول يحكي القصة عن صاحبها فهي متصلة، وفي السياق الثاني يحكي قصة لم يشهدها فهي منقطعة، يقول الحافظ العراقي في شطر بيت:
. . . . . . . . . ... وحكم (أن) حكم (عن) فالجلُّ
سووا وللقطع نحا (البرديجي) ... حتى يبين الوصل في التخريجِ
الجل سووا يعني بين الصيغتين، فالسند المعنعن والسند المؤنن واحد، أو المؤنأن، لا فرق بينهما وكلاهما محمول على الاتصال بالشرطين المعروفين عند أهل العلم، بالشرطين المعروفين: أن يكون الراوي قد لقي من روى عنه بالعنعنة أو بالأنأنة، ويكون بريئاً من وصمة التدليس، أو يكون قد عاصره على الخلاف المعروف بين الإمامين.
. . . . . . . . . وللقطع نحا (البرديجي) ... حتى يبين الوصل في التخريجِ
المعنعن منقطع حتى نجد طريق يدل على أنه متصل.
قال: ومثله رأى ابن شيبة ... . . . . . . . . .
يعقوب بن شيبة.
. . . . . . . . . ... كذا له ولم يصوب صوبه
كذا له أي لابن الصلاح.
قال: ومثله رأى ابن شيبة ... كذا له. . . . . . . . .