سيأتي أن النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يعالج من التنزيل شدة، وكان إذا تكلم جبريل بكلمة رددها النبي -عليه الصلاة والسلام- وراءه مباشرة، ثم ضمن له حفظه، ضمن له الحفظ فصار دوره الاستماع فقط، ثم بعد ذلك يقر في ذهنه، ولا فرق بين أن يلقى إليه بطريقة أشد أو بطريقة دونه، فلا يتأتى مثل الكلام الذي نقوله بالنسبة للوحي.
قالوا: والظاهر أن ذلك لا يختص بالقرآن، يعني هذا الشدة ونزول الوحي لا يختص بالقرآن؛ لأن كلامه -عليه الصلاة والسلام- وحي، {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [(٤) سورة النجم] كثير ما يسأل النبي -عليه الصلاة والسلام- عن الشيء ثم يسكت، ثم بعد ذلك يقول:((أين السائل؟ )) فيخبره بالجواب وسكوته انتظاراً للوحي، وإن استنبط بعضهم أنه يستفاد من هذا السكوت أن المفتي عليه ألا يتعجل ولا يسرع في الإجابة، ويكون في هذا تربية للمفتين ألا يتعجلوا وبعض من يتعرض لهذا المجال للإفتاء تجده يجيب قبل أن يتم السؤال، يسابق السائل، وهذا في الغالب يكثر خطؤه وزلله، ينتظر حتى يتم السؤال ويستفهم ويستوضح عما يحتاج إلى إيضاح، ثم بعد ذلك يجيب، بعد أن يتصور المسألة تصوراً تاماً، وذكرنا أنه فيما نشر في وسائل الإعلام سائل يسأل يقول: إن ولده يضربه، الولد يضرب الأب هذا السؤال؟ فالجواب بسرعة ما يحتاج إلى أن يتريث هذه طريقة شرعية، التأديب مطلوب ((اضربوهم عليها لعشر)) هذا أصل في الباب.
طالب:. . . . . . . . .
نعم عكس عكس تماماً، سببه الاستعجال، وإلا ما يعرف أن المسألة من عظائم الأمور؟ إذا نهي عن التأفيف فكيف بالضرب؟ لكن سببه الاستعجال، والاستعجال يقع فيه صاحبه في أمور مضحكة، سمعتم كثيراً من هذا النوع، والنبي -عليه الصلاة والسلام- إذا سئل سكت ينتظر الجواب.
والظاهر أن ذلك لا يختص بالقرآن كما في حديث لابس الجبة المتضمخ بالطيب في الحج، فإن فيه أنه رأى النبي -عليه الصلاة والسلام- حال نزول الوحي عليه، وإنه ليغط، يسمع له غطيط وخطيط، مثل ما يسمع للنائم، يعني من شدة ما يلقى عليه.