يقول ابن حجر: وقد أخرجه الدارقطني من حديث مالك من طريق عتيق بن يعقوب عن مالك مفصولاً عن الحديث الأول، وكذا فصلهما مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام، ونكتة هذا الاقتطاع هنا اختلاف التحمل، لأنها في الأول أخبرت عن مسألة الحارث، وفي الثاني أخبرت عما شاهدته تأييداً للخبر الأول، يعني هما قصتان، يعني ما ترويه عن الحارث شيء وما شاهدته "ولقد رأيته" شيء أخر، يعني ليسا حديثاً واحد وإنما هما حديثان.
"ولقد رأيته -صلى الله عليه وسلم-" هذا مقول عائشة، والواو واو القسم، والواو واو القسم، واللام للتأكيد، أي والله لقد أبصرته "ينزل" بفتح أوله وكسر ثالثه من الثلاثي، وفي رواية أبي ذر والأصيلي:"يُنزَل" بالضم والفتح، "عليه -صلى الله عليه وسلم- الوحي" والوحي إما فاعل على رواية الأكثر، أو نائب فاعل على رواية أبي ذر والأصيلي "في اليوم الشديد البرد" الشديد صفة جرت على غير ما هي له، صفة جرت على غير ما هي له؛ لأنه صفة البرد لا اليوم، اليوم الشديد في اليوم الشديد هل الشدة لليوم أو الشدة للبرد؟ نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
الشدة للبرد، إذاً هذه صفة جرت على غير ما هي له، وماذا يسمونها في النحو؟
طالب:. . . . . . . . .
نعت إيش؟ نعت سببي، نعت سببي، جاء زيد الذي قام أبوه كذا، أو زيد .. ، جاء زيد .. نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
القائم أبوه، نعم، جاء زيد القائم أبوه، القيام لا علاقة لزيد به، القيام صلته بالأب، فهي صفة جرت على غير ما هي له؛ لأن الشدة هذه ليست صفة لليوم وإنما صفة للبرد، من إضافة الصفة إلى الموصوف، الشديد البرد، ماذا نعرب الشديد؟ نعت سببي بالنسبة لليوم، ونعت حقيقي بالنسبة للبرد، والشديد مادام صفة يتبع الموصوف السابق بالجر واليوم مجرور، والشديد مضاف والبرد مضاف إليه، من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، الشديد البرد، الشديد البرد، اقترن المضاف بـ (أل) فماذا اكتسب من الإضافة؟ ما دام اقترن بـ (أل) فهو معرفة، والإضافة تفيد التعريف، فهل يجوز اقتران المضاف بـ (أل)؟