يقول ابن حجر: وفي قصة الملائكة مع إبراهيم وسارة أصلها بالتشديد سارّة، لكن الناس تداولوها بالتخفيف، ما يؤيد أنهم لا يؤكلون:{فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ} [(٢٦) سورة الذاريات] {أَلَا تَأْكُلُونَ} [(٢٧) سورة الذاريات] يعني بعض العامة يصير عنده حضور في البديهة، يعني عنده سرعة في الجواب، وإن كان مخالف لنص، لكن يدل على أن عنده شيء في الذهن الحاضر، شخص أقام وليمة لجمع من أصحابه فقدم لهم لحم بقر، وقالوا: ما هذا؟ قال: لحم بقر، ولو كان يوجد أفضل من لحم البقر لقدمه إبراهيم لضيوفه، إبراهيم -عليه السلام- لو وجد أفضل من العجل لقدمه لضيوفه، فقال بعض الضيوف: أثبت لنا أنهم أكلوا منه، لكن لما رأوه عجل تركوه؛ يعني هذه محاورة بين عوام ما يلتفتون إلى نصوص، بغض النظر عن كون الكلام باطل، يعني ما تركوه لأنه عجل، نعم لأنهم لا يأكلون، المقصود أن هذه المحاضرة تدل على أن في العامة من لديه أهلية، من لديه أهلية للنقاش والحوار يعني يستوعب، لكن لا بد أن يكون هذا الحوار وهذا النقاش وهذه الأهلية مستندة على نص شرعي، فما يكفي أن تطرح هذه الأمور في الأمور الغيبية بدون أن يرجع الإنسان فيها إلى ما يصحح قوله من قول معصوم.