للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يقول: ظننت أنه مبتكر -هذا الجواب- ثم رأيت في كلام القاضي كمال الدين ابن الزملكاني في الجزء الذي جمع له في الرفيق الأعلى فقال: إن الله قابل ذكر العبد في نفسه بذكره له في نفسه، وقابل ذكر العبد في الملأ بذكره له في الملأ فإنما صار الذكر في الملأ الثاني خير من الذكر في الملأ الأول؛ لأن الله هو الذاكر فيهم والملأ الذين يذكرون والله فيهم أفضل من الملأ الذين يذكرون وليس الله منهم أو فيهم، ثم ذكر الحافظ ابن حجر أدلة المعتزلة في تفضيل الملائكة، وأجاب عنها، يعني من ذلك في قوله تعالى: {مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ} [(٩٨) سورة البقرة] يعني تقديم ذكر الملائكة في نصوص كثيرة على الرسل {شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ} [(١٨) سورة آل عمران] {اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ} [(٧٥) سورة الحج] التقديم في الذكر يستدل به على التقديم في الفضل؛ لأنه كما قرر أهل العلم أن الأولية لها نصيب في الأولوية، وهل ينفع في مثل هذا المجال ((أبدأ بما بدأ الله به)) يعني بدأ الله به ذكراً يبدأ به فعلاً، نعم لأنه إذا قلنا مثل هذا قلنا: الصفا أفضل من المروة.

الله -جل وعلا- قدم نوح على إبراهيم في قوله: {وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ} [(٧) سورة الأحزاب] فهل نوح أفضل من إبراهيم؟ يقول أهل العلم: لا يلزم من التقديم في الذكر التقديم في الفضل؛ لأن الفضل في الذكر قد يكون سببه التقدم في الوجود، التقدم في الوجود كما هنا، ومنها: {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [(١٧٢) سورة النساء] يعني يشم منها: أن الملائكة المقربين أفضل من المسيح؟ نعم؟ {لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً لِّلّهِ وَلاَ الْمَلآئِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [(١٧٢) سورة النساء] نعم؟ كيف؟

طالب:. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>