هذه دلالتها أظهر في أن الملائكة المقربين أفضل؛ لأن هذه غاية بالنسبة للمخلوقين، يعني المسيح لن يستنكف حتى أبعد غاية في المخلوقين وهم الملائكة المقربون لن يستنكفوا، وكلام أهل العلم حول هذه .. ، أطال ابن حجر في هذه الآية ودلالتها؛ لأن المسيح وجد من يدعي أنه معبود، والملائكة وجد وإلا ما وجد؟ يقولون: ما ذكر أن أحد عبد الملائكة، ما وجد، ما ذكر، فكونه يستبعد أن يعبد من هو بينهم في محيطهم وأنه بشر مثلهم لماذا لا يعبد من هو غيب عنهم؟ وهم إلى الله أقرب؛ لقوله:{الْمُقَرَّبُونَ} [(١٧٢) سورة النساء] ففي كلام طويل لأهل العلم في تقرير دلالة هذه الآية والجواب عنها، يُرجع إلى كلام الحافظ فيه، ومنها: قوله: {قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [(٥٠) سورة الأنعام] يعني لا أدعي مرتبة أعلى من المرتبة التي أنا فيها، ومنها: عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب هذه مراتب فوق ما عنده خزائن الله عنده، عند الله -جل وعلا-، والله -جل وعلا- حياته ومعيشته حياة المساكين يحتاج، ولذلك قال:{قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ} [(٥٠) سورة الأنعام]، لأن الذي يعلم الغيب .. ، {وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ} [(٥٠) سورة الأنعام] أنا بشر، وأجاب عن هذه الأدلة ابن حجر بالتفصيل، يعني من أراده يرجع إليه في الجزء الثالث عشر، صفة ثلاثمائة وسبعة وثمانين وثمانية وثمانين في كلام طويل جداً يعني لا يستوعبه درس، أجاب عنها ابن حجر بالتفصيل، ورد عن الزمخشري الذي أساء الأدب، وقال كلاماً يستلزم تنقيص المقام المحمدي، وبالغ الأئمة في الرد عليه في ذلك، وهذه من زلاته الشنيعة.
من رواة البخاري في هذا الموضع فروة بن أبي المغراء بفتح الميم والمد، واسم أبيه معدي كرب الكندي، يكنى أبا القاسم كوفي صدوق من العاشرة، مات سنة خمس وعشرين، شيخه على بن مسهر بضم الميم وسكون المهملة وكسر الهاء القرشي الكوفي قاضي الموصل، ثقة له غرائب بعد أن أضر، من الثامنة، مات سنة تسع وثمانين.