الملائكة عقلاء فإنه قول بلا دليل؛ لأن العقل لا يوصف به إلا الإنسان الذي أعطاه الله السمع والبصر والفؤاد، وأسباب العلم الصحيح، وآلات تؤدي إلى عقله فيعقلها أي يحفظها ويعيها ويحتفظ بها ليتصرف بها عند حاجته ولذلك سميت عقلاً، ولم يقل أحد أن خالق الملائكة كخلق الإنسان فوصفهما أو فوصفهم بالعقل غير صواب .. إلى أخره.
يقول المؤلف: هذه خلاصة كلام محمد حامد الفقيه رئيس أنصار السنة في مصر فطالعوه وتأملوه وأعطوه حقه مما له وعليه، وإني أعرض على حضراتكم ما بلغ إليه فهمي القاصر، وما اطلعت عليه من نصوص العلماء الأكابر، وأسأل الله الكريم الوهاب أن يهديني .. إلى أخره.
يقول: معلوم لكل ذي عقل من المؤمنين أن حاملي الوحي والقرآن من الله تعالى ومبلغيه إلى الأنبياء والمرسلين إنما هم الملائكة -عليهم السلام-، وقد وصفهم الله تعالى في القرآن بصفات كمال ونعوت جمال، وأخبر أنهم رسله إلى أنبائه -عليهم الصلاة والسلام- يبلغون عن الله تعالى إليهم ما أمرهم الله تعالى به من الدين والتوحيد والأمر والنهي وغيره، وهم عباد الله المكرمون، وعقلاء مكلفون، ومطيعون، لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يأمرون .. إلى أخر الرسالة فيها كلام جيد وقوي، ولعل كل المدار على عدم التنصيص في النصوص على أنهم عقلاء، وأن على الإنسان أن يقف على ما أخبر به عن الله وعن رسوله -عليه الصلاة والسلام- وما عدا ذلك لا يتجاوزه، لكن التنصيص على أنهم غير عقلاء هذه هفوة، هذه زلة عظيمة، يعني لو أن الشيخ توقف وقال: الله أعلم، لو أن الشيخ توقف وقال: الله أعلم، ما يلام، لكنه كونه ينص على أنهم غير عقلاء هذا محل اللؤم، نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
طيب، يعني عدم تكليفهم دليل على عدم وجود المناط؟
طالب:. . . . . . . . .
الله المستعان.
طالب:. . . . . . . . .
هاه؟
طالب: كل منهم له خاصة، وكل منهم له عمله. . . . . . . . .