شرط الشيخين ولم يخرجاه. وأقره الذهبي في "تلخيصه" ولفظه عندهم: أن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فاستشرف لها القوم، وفيهم أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -. قال أبو بكر - رضي الله عنه -: أنا هو؟ قال لا، قال عمر - رضي الله عنه -: أنا هو؟ قال لا، ولكن خاصف النعل يعني علياً - رضي الله عنه - الحديث. وهو يدل على المساوات في الحكم في إنكارهما، وأخرجه أحمد في "مسنده".
فتمثل به عمار في الصفين بنحو تمثل، أو زعم أنهم المرادون به، ثم تبين له أن ليس المراد به أهل صفين، كما تدل عليه أقواله فيهم في "منهاج السنة"، بل المراد الخوارج.
وفي "مختصر مشكل الآثار": ومما حقق الوعد ما كان من قتال علي - رضي الله عنه - على الخوارج، وقتله إياهم، ووجودهم على الصفة التي وصفهم عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهذا من الخصائص التي اختص الخلفاء بها، فاختص أبو بكر - رضي الله عنه - أهل الردة، وعمر - رضي الله عنه - بقتال العجم، حتى فتح الله على يديه وأظهر به الدبن، وعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بقتال الخوارج المقاتلين على تأويل القرآن، وعثمان بن عفان بجمع القرآن على حرف واحد، فقامت به الحجة، وأبان به أن من خالف حرفاً منه كان كافراً، وأعاذنا به أن نكون كأهل الكتابين قبلنا الذين اختلفوا في كتابهم حتى تهيأ منهم تبديله فرضوان الله على خلفاء رسوله، جزاهم الله عنا أفضل