للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدها: معرفة وجود الإله وصفاته الذاتية والسلبية والفعلية،.

والثاني: معرفة إرسال الرسل وإنزال الكتب وتنبيه الأنبياء، الثالث: معرفة ما شرعه الله من الأحكام الخمسة وأسبابها، وشروطها، وموانعها، السابع: الأحوال الناشئة مما ذكرنا من المعارف: كالخوف والرجاء والمحبة والتوكل، والتعظيم، والإجلال، الثامن: القيام بطاعة الله في كل ما أمر به أونهى عنه.

التاسع: ما رتبه الله تعالىعلى هذه المعارف، والأحوال والطاعات، من لذات الآخرة وأفراحها بالنعيم الجثماني والروحاني: كلذة الأمن منعذاب الله تعالى، والأنس بقربه وجواره، وسماع سلامه وكلامه وتبشيره بالرضى الدائم وكذلك النظر إلى وجهه الكريم مع الخلاص من العذاب الأليم، فهذه فضائل بعضها أفضل من بعض، فمن اتصف بأفضلها كان أفضل البرية ولا شك أن معرفة الله تعالى ومعرفة صفاته ولذات رضاه والنظر إلى وجهه أفضل مما عداهن، وأفضل الملائكة من قام به أفضل هذه الصفات، فإن تساوى اثنان من الملائكة في ذلك لم يفضل أحدهما على الآخر وكذلك إن تساوى اثنان من الملائكة في ذلك لم يفضل أحدهما على الآخر وكذلك إن تساوى الملك والبشر في ذلك لم يفضل أحدهما على الآخر فإن فضل الملك على البشر بشىء من ذلك كان أفضل منه، وإن فضل البشر على الملك بشيء من ذلك كان أفضل منه، والفضل منحصر في أوصاف الكمال والكمال إما بالمعارف والطاعات والأحوال وإما بالأفراح واللذات، فإذا أحسن إلى أجساد الأنبياء بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وأحسن إلى أرواحهم بالمعارف الكاملة والأحوال المتوالية وأذاقهم لذة النظر إليه وسرور رضاه عنهم وكرامة تسليمه عليهم فأين للملك مثل هذا؟ واعلم أن الأجساد مساكن الأرواح وللساكن وللمسكن أحوال. أحدها: أن يكون الساكن أشرف من المسكن، الثانية: أن يكون المسكن أشرف من الساكن، الثالثة: أن يستويا في الشرف فلا يفضل أحدهما على الآخر، فإذا كان الشرف للساكن فلا مبالة بخساسة المسكن، وإذا كان الشرف

<<  <   >  >>