للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السلام، وقالت المعتزلة، ومنا القاضي أبو بكر والإمام فخر الدين: إن الملائكة أفضل، ومنهم من استثنى المصطفى سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم، وقال: إنه أفضل من الملك والبشر وهو خير الخلق أجمعين.

وذهب الشيخ الإمام الوالد إلى موافقة الجماهير على تفضيل الأنبياء على الملائكة، وقطع القول بأن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم أشرف مخلوق وأزكاه وأكرمه على الله، غير أن الشيخ الإمام قال: هذه المسألة وهي تفضيل البشر علىالملك أو الملك على البشر ليست مما يجب اعتقاده ويضر الجهل به. ولو لقى الله ساذجا من المسألة بالكلية لم يكن عليه إثم فما هي مما كلف الناس بمعرفته، قال القاضي تاج الدين: فالناس ثلاثة: رجل عرف أن الأنبياء أفضل من الملائكة واعتقده بالدليل، وآخر جهل هذه المسألة ولم يشتغل بها بالكلية وهذان لا ضرر عليهما، وثالث قضى بأن الملك أفضل، وهذا على خطر. وهل نقول إن من قضى بتفضيل الأنبياء على خطر، فيكون الساذج أعلم منه؟ أو أنه لإصابته الحق إن شاء الله تعالى ناج من الخطر، هذا موضع نظر، والذي كنت أفهمه عن الوالد: أن السلامة في السكوت عن هذه المسألة، وأن الدخول في التفضيل بين هذين الصنفين الكريمين علىالله تعالى من غير ورود دليل قاطع دخول في خطر عظيم، وحكم في مكان لسنا أهلا للحكم فيه، وقد جاءت أحاديث تحسم بإشارتها مادة الدخول في ذلك، فإن قوله صلى الله عليه وسلم:) لا تفضلوني على يونس بن متى

<<  <   >  >>