(ونحوه، ونحن على قطع بأنه أفضل من يونس ولم يختلف في ذلك أحد، لعله إشارة إلى أنكم لا تدخلون في أمر لا يعنيكم وما للسوقة والدخول بين الملوك وأعنى بالسوقة في هذا أمثالنا وبالملوك الأنبياء والملائكة عليهم السلام، والذي ينشرح الصدر له، ويثلج له الخاطر، إطلاق القول بأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم خير الخلائق أجمعين من ملك وبشر، فهذا ينبغي أن يطلق إطلاقا ويصمم عليه اعتقادا، ثم قال بعد ذلك: وخير الناس بعد الأنبياء والملائكة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، وهذا مقرر في كتب الكلام وكتب الحديث بما لا يحتاج معه إلى إعادة، وقال في منظومته النونية:
ونبينا خير الخلائق أحمد ... ذو الجاه عند الله والسلطان
لا خلق أفضل منه ولا بشر ... ولا ملك ولا كون من الأكون
والرسل بعد محمد درجاتهم ... ثم الملائك عابدو الرحمن
ثم الصحابة مثل ما قد رتبوا ... فالأفضل الصديق ذو العرفان
وقال في جمع الجوامع: أرسل الرب تعالى رسله بالمعجزات الباهرات وخص محمدا صلى الله عليه وسلم بأنه خاتم النبيين المبعوث إلى الخلق أجمعين المفضل على جميع العالمين وبعده الأنبياء ثم الملائكة، قال الشيخ جلال الدين المحلى في شرحه: فهم أفضل من البشر غير الأنبياء، وقال الزركشي في شرحه: نقل الإمام في تفسيره الإجماع على تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم على جميع العالمين واستثنوه من الخلاف في التفضيل بين الملك والبشر.
وقال الإمام صفى الدين الأرموى في رسالته: وذهب أكثر أصحابنا والشيعة إلى أن الأنبياء أفضل من الملائكة وقال القاضي أبو بكر والحليمي وغيرهما من أصحابنا كالإمام: الملائكة السماوية