للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفضل من الملائكة ومنهم من فصل وقال: خواص المؤمنين أفضل من الملائكة دون عوام المؤمنين، لنا وجوه منها: قوله تعالى: (إِنَّ الله اِصطَفَى آَدَمَ وَنُوحاً وَآَلَ إِبراهِيمَ وِآَلَ عِمرانَ عَلَى العالَمِين) آل عمران: ٣٣ والعالم كل موجود سوى الله ترك العلم به فيمن لم يكن نبيا منهم فيبقى العمل به في الأنبياء، وقال ابن عقيل من الحنابلة في كتاب) الإرشاد (: مؤمنو ولد آدم من الأولياء والزهاد - والأنبياء من طريق الأولى - أشرف من الملائكة على قول أصحابنا، وعندي أن فيه تفصيلا وذلك أن في الملائكة من لا يجوز أن يفضل عليه الأولياء مثل جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت والمقربين، ولكني أفضل عليهم الأنبياء، ومنهم من يفضل عليه أولياء بني آدم وهم من عدا المقربين من الملائكة السياحة وغير ذلك.

قال: والدلالة على أن خواص الملائكة المرسلين والمقربين خير من الأولياء خلافا لأصحابنا ان هؤلاء ساووهم في العبادة وفضلوا بالقرب والرسالة وسماع الكلام من الله سبحانه الذي شرف بسماعه موسى على غيره، وهذه الرتبة عظيمة لمن عقلها، وفارق الأنبياء لأنهم فضلوهم بالرسالة والنبوة ومعاناة الأمم والتعليم، وجعل الملائكة خدما لهم، ولأن قولنا بأن صالحا من بني آدم خير من جبريل شناعة عظيمة علينا من حيث سوينا بينه وبين رتبة الأولياء، مع جلالة جبريل وعظمته وشرفه عند الله؛ فإن جبريل سفير الرحمن وحامل وحيه إلى الأنبياء، ثم قال: واستدل من قال بالعموم بما روى أبو هريرة قال:) خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال) أوسعوا لمن خلفكم (فقلنا: ولمن نوسع يا رسول الله؟ قال:) للملائكة إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم وإنما يكونون عن أيمانكم وشمائلكم (قالوا: أمن فضلنا عليهم أو من فضلهم علينا؟ قال:) أنتم أفضل منهم (.

<<  <   >  >>