للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- الثاني: أن كل واحد من أهل اللسان يفهم من قوله تعالى: (وَعَلَمَ آَدَمَ الأَسماءَ كُلَها) البقرة: ٣١) الآية أن القصد منه إلى تفضيل آدم علىالملائكة وبيان زيادة علمه واستحقاقه التعظيم والتكريم.

- الثالث: قوله (إِنَّ الله اِصطَفى آَدَمَ وَنُوحاً وَآَلَ إِبرَاهِيمَ وِآَلَ عِمرَان عَلَى العالِمينَ) آل عمران: ٣٣ والملائكة من جملة العالمين، وقد خص ذلك بالإجماع عدم تفضيل عامة البشر على رسل الملائكة فبقى معمولا به فيما عدا ذلك، ولاخفاء ان هذه المسألة ظنية يكتفي فيها بالأدلة الظنية.

- الرابع: أن الإنسان يحصل الفضائل والكمالات العلمية والعملية مع وجود العوائق والموانع من الشهوة والغضب وسنوح الحاجات الضرورية الشاغلة عن اكتساب الكمالات ولا شك أن العبادة وكسب الكمال مع الشواغل والصوارف أشق وأدخل في الإخلاص فيكون أفضل، وذهبت المعتزلة والفلاسفة وبعض الأشاعرة إلى تفضيل الملائكة، وتمسكوا بوجوه: - الأول: أن الملائكة أرواح مجردة كاملة بالفعل، مبرأة عن مبادىء الشرور والآفات كالشهوة والغضب وعن ظلمات الهيولى. والصورة قوية على الأفعال العجيبة عاملة بالكوائن ماضيها وآتيها من غير غلط.

- والجواب: أن ذلك مبني على الأصول الفلسفية دون الإسلامية.

- الثاني: أن الأنبياء مع كونهم أفضل البشر يتعلمون ويستفيدون منه بدليل قوله تعالى (عَلَمَهُ شَديدُ القًوى) النجم: ٥ وقوله تعالى: (نَزََل بِهِ الرُوح الأَمين) الشعراء: ١٩٣ أفضل من المتعلم.

- والجواب: أن التعليم من الله عز وجل والملائكة إنما هم المبلغون.

- الثالث: أنه قد أطرد في الكتاب والسنة تقديم ذكرهم على ذكر الأنبياء

<<  <   >  >>