حتى جعلها كالطست بين يدي أحدكم فهل يفوته منها شىء.
وأخرج جوبير عن ابن عباس قال: وكل ملك الموت الذي يتوفى الأنفس كلها وقد سلط على ما في الأرض، كما سلط أحدكم على ما في راحته، ومعه ملائكة من ملائكة الرحمة، وملائكة من ملائكة العذاب، فإذا توفى نفسا طيبة دفعها إلى ملائكة الرحمة، وإذا توفى نفسا خبيثة دفعها إلى ملائكة العذاب.
وأخرج ابن أبى الدنيا، وأبو الشيخ عن أبى المثنى الحمصى قال: إن الدنيا سهلها، وجبلها، بين فخذى ملك الموت ومعه ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب، فيقبض الأرواح، فيعطي هؤلاء لهؤلاء، وهؤلاء لهؤلاء، يعني ملائكة الرحمة، وملائكة العذاب قيل: فإذا كانت ملحمة، وكان السيف مثل البرق؟ قال: يدعوها فتأتيه الأنفس.
وأخرج الدينورى في المجالسة عن أبى زيد الأزدى قال: قيل لملك الموت: كيف تقبض الأرواح؟ قال: أدعوها فتجيئنى.
وأخرج ابن أبى شيبة قال: أتى ملك الموت سليمان بن داود، وكان له صديقا، فقال له سليمان: مالك تأتي أهل البيت فتقبضهم جميعا وتدع أهل البيت إلى جنبهم لا تقبض منهم أحداً؟ قال: لا أعلم بما أقبض منها إنما أكون تحت العرش، فتلقى إلى صكاك فيها أسماء.
وأخرج ابن عساكر عن خيثمة قال: قال سليمان بن داوود لملك الموت: إذا أردت أن تقبض روحي فأعلمني بذلك قال: ما أنا أعلم بذلك منك، إنما هي كتب تلقى إلىَّ فيها تسمية من يموت.
وأخرج أحمد في الزهد، وابن أبى الدنيا عن معمر قال: بلغنا أن ملك الموت لا يعلم متى يحضر أجل الإنسان حتى يؤمر بقبضها.