للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأخرج ابن الجوزي عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:) إذا قبض العبد المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقال الله لهما وهو أعلم: ما جاء بكما؟ فيقولان: رب قبضت عبدك فيقول لهما: ارجعا إلى قبره واحمداني، وهللاني إلى يوم القيامة، فإني قد جعلت له مثل أجر تسبيحكما وتحميدكما وتهليلكما ثوابا له مني، فإذا كان العبد كافرا فمات؛ صعد ملكاه إلى السماء فيقول الله تعالى لهما: ما جاء بكما؟ فيقولان: يا رب قبضت عبدك وجئناك فيقول لهما: ارجعا إلى قبره والعناه إلى يوم القيامة، فإني كذبني وجحدني وإني جعلت لعنتكما عذابا أعذبه يوم القيامة (.

وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن وهيب بن الورد قال: بلغنا أنه ما من ميت يموت حتى يترايا له الملكان اللذان كانا يحفظان عليه عمله في الدنيا، فإن كان صحبهما بطاعة الله قالا له: جزاك الله عنا من جليس خيرا، فرب مجلس صدق قد أجلستناه وعمل صالح قد أحضرتناه وكلام حسن قد اسمعتناه، فجزاك الله تعالى عنا من جليس خيرا، وإن كان صحبهما بغير ذلك مما ليس لله تعالى فيه رضا قلبا عليه الثناء فقالا: لا جزاك الله عنا من جليس خيرا، فرب مجلس سوء قد أجلستناه، وعمل غير صالح قد أحضرتناه، وكلام قبيح قد أسمعتناه، فلا جزاك الله عنا من جليس خيرا قال: فذاك شخوص بصر الميت إليهما.

وأخرج ابن أبي الدنيا عن سفيان قال: بلغني أن العبد المؤمن إذا احتضر قال ملكاه اللذان كانا معه يحفظانه أيام حياته عند رنة أهله: دعونا فلنثن على صاحبنا بما علمنا منه فيقولان: رحمك الله وجزاك من صاحب خيرا، إن كنت لسريعا إلى طاعة الله، بطيئا عن معصيته، وإن كنت لممن نأمن غيبك فنعرج فلا تشغلنا عن الذكر مع الملائكة، وإذا احتضر العبد السوء فرن أهله وضجوا قام الملكان فقالا: دعونا فلنثن

<<  <   >  >>