يقول:"يَنْبَغي" فلما حذف "يَنْبَغي" وصار "تُضارُّ" في موضعه صار على لفظه. ومثله:{وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً}[٢٣٤] فخبر {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ}{يَتَرَبَّصْنَ}[٢٣٤] بَعْدَ مَوْتِهِم" ولم يذكر "بَعْدَ مَوْتِهِمْ" كما يحذف بعض الكلام يقول: "يَنْبَغي لَهُنَّ أَنْ يَتَرَبَّصْنَ" فَلَما حذف "يَنْبغي" وقع "يَتَرَبَّصْنَ" موقعه*. قال الشاعر:[من الطويل وهو الشاهد الخامس والاربعون بعد المئة] :
على الحَكَمِ المَأْتِيِّ يَوْماً إذا قضى * قَضِيَّتَهُ أنْ لا يَجُورَ وَيَقْصِدُ
[٧٦ب] فَرَفَعَ "وَيَقْصِدُ" على قوله: "وَيَنْبَغي". ومن جعل {لاَ تُضَآرّ} على النهي قال {لاَ تُضَآرَّ} على النصب وهذا في لغة من لم يضعف فاما من ضعف فانه يقول {لا تضارَرْ} اذا أراد النهي لان لام الفعل ساكنة اذا قلت "لا تُفاعَلْ"** وأنت تَنهي. الا ان "تضارَ" ها هنا غير مضعفة لان ليس في الكتاب الا راء واحدة.