"المُؤْمِنِين" وإِنْ شئت نصبته اذا أخرجته من أول الكلام فجعلته استثناء وبها نقرأ. وبلغنا انها أنزلت من بعد قوله {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ} ولم تنزل معها، وانما هي استثناء عنى بها قوما لم يقدروا على الخروج ثم قال {وَالْمُجَاهِدُونَ} يعطفه على القاعدين لأن المعنى {لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ}{وَالْمُجَاهِدُونَ} . وقال {وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً}{دَرَجَاتٍ مِّنْهُ}[٩٦] يقول فعل ذلك درجات منه. وقال {أَجْراً عَظِيماً} لأنه قال: "فَضَّلهم" فقد أخبر انه آجرهم فقال على ذلك المعنى كقولك: "أمَا وَاللهِ لأَضْرِبَنَكَ إيجاعاً شَدِيداً" لأنَّ معناه: لأُوْجِعَنَّكَ.
[و] قال {أُوْلَائِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً}{إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ}[٩٨] لأنه استثناهم منهم كما تقول: "أُولئِكَ أَصْحابُكَ إِلاّ زَيْداً" و: "كُلُّهُم أَصْحابُكَ إِلاّ زيداً". وهو خارج من أول الكلام.