وقال {وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} لأنَّها جماعة "النَشُور" وتقول: "رِيحٌ نَشُور" و"رياحٌ نُشُر". وقال بعضهم "نَشْرا" من "نَشَرها""نَشْراً".
وقال في أول هذه السورة {كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ}[٢]{لِتُنذِرَ بِهِ}[٢]{فَلاَ يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ}[٢] هكذا تأويلها على التقديم والتأخير. وفي كتاب الله مثل ذلك كثير قال {اذْهَب بِّكِتَابِي هذافَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ} والمعنى - والله أعلم - {فَانْظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ}{ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ} وفي كتاب الله {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ [٤٣] بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ} والمعنى - والله أعلم - {وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ}{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ}{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ}{إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ} وفي "حم المؤمن"{فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ} والمعنى - والله أعلم - {فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ}{مِّنَ الْعِلْمِ}{فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ} . وقال بعضهم {فَرِحُوا بِما} هو {عِنْدَهُم مِنَ الِعلْم} أي: كان عندهم العلم وهو جهل ومثل هذا [١١٨ ء] في كلام العرب وفي الشعر كثير في التقديم والتأخير. يكتب الرجل:"أَمّا بَعْدُ حَفِظَكَ اللهُ وَعافاكَ فإِنّي كَتَبْتُ إِلَيْكَ" فقوله "فَإِنِّي" محمول على "أَمَّا بَعْدُ"[و] انما هو "أَمَّا بَعْدُ فإِنّي" وبينهما كما ترى كلام. قال الشاعر:[من الكامل وهو الشاهد الثامن بعد المئتين] :