للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[حكم دعوى النبوة بعد محمد ]

قوله: «وكل دعوى النبوة بعده فغيٌّ وهوى».

هذا نفيٌ وإبطال لدعوى النبوة بعد النبي ، وهذا هو مقتضى أنه خاتم الأنبياء، فإذا عُلم بالضرورة أنه خاتم الأنبياء، فيُعلم بالضرورة أن كل دعوى للنبوة بعده فهي دعوى باطلة، وهي من الغي ضد الرشد، ومن الهوى ضد الهدى.

فكل دعوى النبوة بعد مبعثه سواء كانت في حياته أو بعد مماته فهي دعوى باطلة، ومن يدعي النبوة بعد رسالته فهو من أكذب وأظلم الخلق، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ﴾ [الأنعام: ٩٣].

وقد ادعى النبوة في حياته مسيلمة الكذاب، والأسود العنسي (١)، وادعاها غيرهما بعده ، وأخبر عن ذلك كما في حديث ثوبان : «إنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي» (٢)، فكل من يدعي النبوة فهو كذاب، ولا نحتاج إلى أن ننظر فيما عنده إلا لبيان كذبه لمن قد يلتبس عليه أمره.


(١) البخاري (٣٦٢٠ و ٣٦٢١)، ومسلم (٢٢٧٣ و ٢٢٧٤).
(٢) تقدم في ص ١٠٧.

<<  <   >  >>