للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تنزيه الله تعالى عن مشابهة خلقه]

قوله: «ولا يشبه الأنام».

أي لا يشبه الناس، ولا يشبه شيئًا من المخلوقات. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «العقيدة التدمرية» (١) - في تقرير نفي المثل عن الله -: «فيُعلم قطعًا أنه سبحانه ليس من جنس المخلوقات، لا الملائكة ولا السماوات ولا الكواكب، ولا الهواء ولا الماء ولا الأرض، ولا الآدميين ولا أبدانهم ولا أنفسهم، ولا غير ذلك، بل يُعلم أن حقيقته عن مماثلة شيء من الموجودات أبعدُ من سائر الحقائق، وأن مماثلته لشيء منها أبعدُ من مماثلة حقيقة شيء من المخلوقات لحقيقة مخلوق آخر»؛ لأنه تعالى ليس كمثله شيء.

«لا يشبه الأنام»، في حاشية شرح ابن أبي العز (٢) أن في بعض النسخ: «ولا يشبهه الأنام»، وكأن الشارح ابن أبي العز رجح هذه النسخة، وعندي أن الصواب بدون الضمير «ولا يشبه الأنام»؛ لأنك إذا قلت: «ولا يشبهه الأنام» لا يكون في العبارة معنىً جديدٌ يختلف عن قوله: «لا شيء مثله»، ف «لا شيء مثله» نفيٌ لتمثيل المخلوق بالخالق.

والتمثيل الذي يجب نفيه عن الله نوعان:


(١) ص ٤٥٤.
(٢) ص ٨٨، وكذا رأيته في مخطوطتين ورأيت في ثالثة: «يشبه».

<<  <   >  >>