قوله:«ما زال بصفاته قديمًا قبل خلقه، لم يزدد بكونهم شيئًا لم يكن قبلهم من صفته، وكما كان في صفاته أزليًّا كذلك لا يزال عليها أبديًّا».
«ما زال» و «لا يزال» فعلان يدلان على الاستمرار والدوام، «ما زال» يدل على الدوام في الماضي، و «لا يزال» في المستقبل، فالله تعالى ما زال ولا يزال موصوفًا بصفات الكمال في الأزل والقدم الذي لا نهاية له، ولا يزال كذلك موصوفًا بصفاته ﷾.
«قبل خلقه»: قبل وجود الخلق، «لم يزدد بكونهم» يعني لم يزدد بوجودهم.
الله تعالى لم يزدد بوجودهم شيئًا من كماله لم يكن قبل خلقهم ووجودهم؛ بل ما زال موصوفًا بصفات الكمال، ولا يتوقف في شيءٍ من صفات الكمال على وجود شيء من المخلوقات.
«وكما كان في صفاته أزليًا»، أزلي نسبة للأزل، والأزل: يقابل الأبد، والأبد: المستقبل الدائم الذي لانهاية له، ويقال للموصوف: هذا أزلي، أبدي.