[وجوب التسليم لحكم الله تعالى ورسوله ﷺ، وتقديمه على الآراء]
وقوله:«فإنه ما سَلِم في دينه إلا من سلَّم لله ﷿ ولرسوله ﷺ، وردَّ عِلْمَ ما اشتبه عليه إلى عالِمِه».
هذا فيه تقرير وجوب التسليم لله، والانقياد لحكمه.
وحكم الله نوعان:
- حكم كوني.
- وحكم شرعي.
ويجب على العبد الرضا عن الله في تدبيره وحكمه الكوني وحكمه الشرعي، فلا يعارض حكم الله برأي ولا ذوق ولا استحسان، هذا بالنسبة للحكم والقضاء الكوني.
وأما الأمور المكونة والمقضية فهذه يجب أن يعمل فيها من حيث الاستسلام والدفع والطلب بموجب الشرع، فيُحكِّم شرع الله، فما أمره الله بفِعله فَعَلَهُ، وما أمره بتَرْكه تَرَكَهُ، فيحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله، ويأتي ما أمره الله به، ويذر ما نهاه الله تعالى عنه، ويصبر على ما أوجب الله عليه فيه الصبر، ويدفع ما أوجب الله عليه دفعه من المكروهات.