إذًا؛ فكل المشركين الذين اتخذوا مع الله آلهة أخرى قد شبهوا المخلوق بالخالق؛ لأنهم شبهوا ما يعبدونه برب السماوات والأرض، فجعلوا لذلك المخلوق ما هو من خصائص الرب وهو الإلهية.
ومن وصف الله بالفقر أو العجز والبخل - كما قالت اليهود - فقد شبه الخالق بالمخلوق؛ لأن الفقر والعجز والبخل من خصائص المخلوق.
إذًا؛ فقول المؤلف:«ولا شيء مثله» هذا نفيٌ لتمثيل المخلوق بالخالق، وقوله:«ولا يشبه الأنام» نفيٌ لمماثلة الخالق للمخلوق، فاختلف مدلول الجملتين، وأفادت الجملتان نفي التشبيه أو نفي التمثيل بنوعيه، وهذا هو الظاهر من مراد المؤلف.