إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ٣٧﴾ [البقرة]، فقد جاء ذكر الكلام بلفظ: القول، والكلام، والكلمات، والنداء، والمناجاة.
والله كلم موسى وناداه وناجاه، ناداه بصوت مرتفع، وناجاه بصوت خفي، قال تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا (٥٢)﴾ [مريم]، فموسى كليم الله، ونجيُّ الله؛ لأن الله ناجاه، وهو تعالى يوصف بالمناداة، والمناجاة، والتكليم.
والمخلوق يوصف بالمناداة، والمناجاة، والتكليم، ولكن نقول: ليس التكليم كالتكليم، ولا المناداة كالمناداة، ولا المناجاة كالمناجاة، كما نقول: إن حياته ﷾ ليست كحياة المخلوقين، ولا علمه كعلمهم، ولا قدرته كقدرتهم، فالقول في الصفات واحد ولا فرق، وهذا أصل معقول صحيح.