للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وميكائيل وإسرافيل» (١)، وروى الترمذي عن النبي تسمية الملكين الَّذَيْنِ يسألان المقبور: ب «المنكر والنكير» (٢).

والملائكة خلقٌ من خلقِ الله؛ فيجب الإيمان بأنهم عباد مخلوقون مربوبون مدبرون، ليسوا بآلهة كما ظن المشركون، وليسوا بنات الله كما افترى المفترون، ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَلَهُمُ الْبَنُونَ (١٤٩) أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (١٥٠) أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٥٢)[الصافات]، فمن الناس من ينكر وجودهم، ومنهم المتأول الذي يقول: الملائكة هي القوى الخَيِّرة في الإنسان، والشياطين هي القوى الشريرة في الإنسان، فليسوا خلقًا قائمين بأنفسهم، وهذا خلاف ما أخبر الله به في كتابه من أمر الملائكة، فهم عباد عابدون لله مطيعون، في غاية من العبودية والطاعة لله رب العالمين، ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)[الأنبياء]، ﴿لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (٢٠٦)[الأعراف]، وذكر الله ما دار بينه وبين الملائكة في أمر خلق آدم: ﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ﴾ [البقرة: ٣٠] إلى آخر القصة.

وأما الأنبياء فكذلك يجب الإيمان بهم إجمالًا، ويجب الإيمان بمن سمَّى اللهُ منهم تفصيلًا، وقد ذكر الله الإيمان بالرسل في الآيات


(١) رواه مسلم (٧٧٠).
(٢) - وقال: حسن غريب -، وابن حبان (٣١١٧) من حديث أبي هريرة .

<<  <   >  >>