للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في السقاء، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يأخذوها، فيجعلوها في ذلك الكفن وفي ذلك الحنوط، ويخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض، قال: فيصعدون بها فلا يمرون يعني بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا»، - إلى أن قال: - «وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه، معهم المسوح، فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه، فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، قال: فتفرق في جسده، فينتزعها كما ينتزع السَّفود من الصوف المبلول، فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين، حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض، فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملإ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا … » (١).

الشاهد: أن السنة قد دلت على إثبات هذه الأصناف من الملائكة: ملك الموت وملائكة الرحمة وملائكة العذاب.


(١) رواه أحمد ٤/ ٢٨٧ - واللفظ له -، وأبو داود (٤٧٥٣)، وصححه ابن خزيمة في التوحيد ص ١١٩، وابن جرير في تهذيب الآثار - مسند عمر ٢/ ٤٩١ - ، والحاكم ١/ ٣٧، من حديث البراء مطولًا، وصححه - أيضًا - ابن القيم في الروح ص ٨٨، وإعلام الموقعين ١/ ١٧٨، وتهذيب السنن ٧/ ١٣٩، وقواه شيخ الإسلام ونقل عن جماعة تصحيحه. شرح حديث النزول ص ٢٦٢ - ٢٨٠.

<<  <   >  >>