الحياة المحدثة بعد موت والمتبوعة بالموت، ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ [البقرة: ٢٨]، وهي حياة ناقصة موهوبة للمخلوق، فالله هو الذي يحيي ويميت، وأما حياة الرب فليست كحياة المخلوق، بل حياة لازمة لذاته، وهي أكمل حياة.
وإن اتفق الاسمان عند الإطلاق، بمعنى أن كلًّا من الاسمين يدل على الحياة التي تقابل الموت، فليس الحي كالحي، وقُلْ مثل هذا في بقية الأسماء والصفات.
إذًا؛ إثبات الأسماء والصفات لله لا يقتضي تشبيهًا، والقدر المشترك بين اسم الخالق واسم المخلوق، أو بين صفة الخالق وصفة المخلوق ليست من التشبيه في شيء، فإن القدر المشترك لا يمكن نفيه عن الموجودات، فكل الموجودات تشترك في مطلق الوجود، وكل الأحياء تشترك في مطلق الحياة، وكل المحسوسات تشترك في مطلق الحس، كما بيَّن ذلك أهل العلم وبسطوه.