وسبق به القدر؛ فإن كنت من أهل الجنة فستكون من أهل الجنة! لا، لن تكون من أهل الجنة إلا إذا عملت بسبب دخول الجنة، فلن يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، فمن سبق علم الله وكتابه بأنه من أهل الجنة، فلا بد أن يقوم به سبب دخولها، وإن لم يقم به سبب دخولها فوالله لا يدخلها، وكل مكلف لا بد أن يقوم بأحد السببين: سبب دخول الجنة أو سبب دخول النار، «والأعمال بالخواتيم».
وقوله:«وكلٌّ يعمل لما قد فُرِغَ له، وصائر إلى ما خُلِق له».
وكلٌّ من المكلفين يعمل لما قد فُرِغَ له منه، و «كُلٌّ» التنوين فيها عِوضٌ عن «أحد»، «يعمل لما قد فُرِغَ له» منه «وصائر إلى ما خُلِق له»، هذا شرح وتبسيط لما قبله، وهذا معنى قوله ﷺ:«فكلٌّ ميسر لما خلق له». «كلٌّ يعمل لما قد فُرِغَ له» منه «وصائر إلى ما خُلِق له» فمن خُلِق للجنة فصائر إلى الجنة، ومن خُلِق للنار فصائر إلى النار، ولكن بالأسباب التي جعلها الله لذلك، فالنار أعدها الله للكافرين، ولن يخلد فيها إلا الكافرون، والجنة أعدت للمتقين، ولن يدخلها إلا نفس مؤمنة.
والأخذ بالأسباب هو فطرة فطر الله عليها العباد؛ لكن هناك أشياء ما ينظر بعض الناس للقدر فيها:
طلب الرزق فهو من جنس ما سبق به القدر من أمر السعادة والشقاوة، أفيقول عاقل: أنا أجلس ولا أطلب الرزق؛ لأنه سيأتيني؟! لا؛ بل إذا أصبح الناس نهضوا وانتشروا يطلبون الرزق.
نعم! قد يقوله الكسول تبريرًا لكسله وخموله ودَعَتِه.