للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت»، وأنه «يمر بالخَرِبة فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها»، وأنه «يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا، فيضربه بالسيف، فيقطعه جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَض، ثم يدعوه فيقبل، ويتهلل وجهه يضحك» (١).

هذه كلها أحداث عظيمة، وأهل السنة يؤمنون بذلك كله تصديقًا لخبر الصادق المَصْدُوق ، أما الذين يُحكِّمون عقولهم؛ فإنهم يستبعدون ذلك كله؛ فإما أن يكذبوا به، أو يتأولوه بأنواع التأويل، وليس هذا من أهل الضلال بغريب.

والعلم بأن هذا من أشراط الساعة ينبني على العلم بما جاء عن النبي ، والعلم بالواقع، فقد يكون الإنسان قد عرف أن من أشراط الساعة كذا وكذا، ولكنه لم يعلم بوقوعه، فكم من أشراط الساعة وعلاماتها وأحداث الزمان مما حدث وكثير من الناس غافل عنه؟!

فأشراط الساعة منها ما حدث وانقضى، ومنها ما سيحدث، ومنها ما حدث ويتكرر، ومنها العلامات الكبرى المذكورة في حديث حذيفة بن أسيد الذي تقدم (٢).

* * *


(١) رواه مسلم (٢١٣٧) من حديث النواس بن سَمعان .
(٢) ص ٤٧٠.

<<  <   >  >>