للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن أسمائه الحسنى أنه «الحي القيوم»، واسمه «الحي» يدل على إثبات الحياة له، فهو «الحي» والحياة صفته، فله الحياة التامة التي لا تشبه حياة المخلوق، الحياة المتضمنة لكل ما هو كمال للحياة، وهو «القيوم»، وقيل في معناه: إنه القائم بنفسه، فليس مفتقرًا إلى غيره في وجوده، ولا في شيء من صفاته وأفعاله ، وقيل بأنه: القائم بالمخلوقات (١)، فكل المخلوقات لا قيام لها، ولا وجود لها، ولا بقاء لها، ولا صلاح لها أبدًا، إلا به سبحانه، فهو المبدع الخالق لها، وهو المُمِدُّ لها بما تحتاج، وهو المُبقي لما شاء بقاءه، وهو القائم على كل نفس بما كسبت.

قال ابن القيم : إن هذين الاسمين يتضمنان جميع الصفات، فاسمه الحي يتضمن جميع الصفات الذاتية من: العلم، والسمع، والبصر، والقدرة، والعزة، والحكمة، والرحمة.

واسمه «القيوم» يتضمن جميع الصفات الفعلية من: الخلق، والتدبير، والإحياء، والإماتة، والإعزاز والإذلال، والعطاء والمنع، والخفض والرفع. هذا معنى كلامه (٢).

والله تعالى لما ذكر هذين الاسمين أكد مضمونهما بقول: ﴿لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٥].


(١) تفسير الطبري ٤/ ٥٢٩، والكافية الشافية ص ١٨٢.
(٢) بدائع الفوائد ٢/ ٦٧٨، والكافية الشافية ص ٤٤ - ٤٥.

<<  <   >  >>