للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فهاتان هدايتان: الأولى تسمى: «الهداية العامة»، والثانية: «الهداية الخاصة».

أما الهداية الخاصة فلا يملكها إلا الله تعالى.

وأما الهداية العامة فالله قد جعلها للرسل - أيضًا -، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٢)[الشورى].

وقال تعالى: ﴿إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ﴾ [القصص: ٥٦]، نفى عنه أن يهدي من يحب، وأثبتها لنفسه ، فبين الآيتين تعارض في الظاهر، والجمع بينهما بمراعاة التقسيم.

وأنكرت المعتزلة هداية التوفيق؛ لأنهم أخرجوا أفعال العباد عن مشيئة الرب وقدرته تعالى وتقدَّس، فعندهم أن الله لا يقدر أن يهدي أحدًا، وإنما أثبتوا الهداية العامة: هداية الدلالة والإرشاد. وقالوا: «يضل» و «يهدي»، أي: من اهتدى حَكَم له بالهداية، ومن ضل سماه ضالًا، أما أن يجعل هذا مهتديًا أو هذا ضالًّا فلا! تعالى الله عن قول الظالمين والمفترين علوًّا كبيرًا.

* * *

<<  <   >  >>