وقوله:«ونبيه المجتبى»، هو ﷺ عبدٌ نبيٌّ، منبأٌ بالوحي الذي أنزله الله إليه، قال تعالى: ﴿إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّنَ مِنْ بَعْدِهِ﴾ [النساء: ١٦٣].
والاجتباء: قريب من معنى الاصطفاء.
وقوله:«ورسوله المرتضى»، فهو نبي رسول ﷺ. والمرتضى: الذي ارتضاه الله، قال ﷾: ﴿إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا (٢٧)﴾ [الجن].
ونلاحظ هنا إن المصنف قد أحسن في تناسب هذه الكلمات، حيث ربط الاصطفاء بالعبودية، فقال:«عبده المصطفى»، والاجتباء بالنبوة «ونبيه المجتبى»، والارتضاء بالرسالة «ورسوله المرتضى»؛ فإن هذا موافق لما جاء في القرآن، فقد قال ﷾: ﴿قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى﴾ [النمل: ٥٩].
وفي سورة الأنعام لما ذكر الله إبراهيم، ومن هدى الله من ذريته: ﴿وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ﴾ [الأنعام: ٨٤]، قال بعد ذلك: ﴿وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ﴾ [الأنعام: ٨٧]، فوصف هؤلاء الصفوة من الأنبياء بالاجتباء.
وأما الارتضاء ففي قوله تعالى: ﴿إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ﴾ [الجن: ٢٧].