للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نشأة الإرجاء

[الفتنة الأولى]

روى الإمام مسلم في "صحيحه" عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - قال: (كنا عند عمر فقال: أيكم يحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة كما قال؟

قال: فقلت:أنا!

قال: إنك لجريء، وكيف قال؟

قال: قلت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

فقال عمر: ليس هذا أريد. إنما أريد التي تموج كموج البحر!

قال: فقلت: مالك ولها يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً!

قال: أفيكسر الباب أم يفتح؟

قال: لا. بل يكسر!

قال: ذلك أحرى ألا يغلق أبداً.

قال: فقلنا لحذيفة: هل كان عمر يعلم من الباب؟

قال: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة، إني حدثته حديثاً ليس بالأغاليط. ...

قال - أي الراوي عن حذيفة وهو شقيق -: فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب، فقلنا لمسروق فسأله، فقال: عمر) (١) .

أما كيف كسر الباب فقد استفاض في كتب التواريخ وروي بأسانيد متضافرة أن "الهرمزان" الفارسي المجوسي وجفينة النصراني الصليبي قد تآمرا على حياة


(١) كتاب الفتن وأشراط الساعة (٢/١٧) النووي، المطبعة المصرية ومكتبتها.

<<  <   >  >>