للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقال له جهم بن صفوان، فإن أنت ظفرت به فاقتله، وإلا فادسس إليه برجال غيلة ليقتلوه " (١) .

ونقل الحافظ عن أبي حاتم أن سلم بن أحوز عامل نصر بن سيار على مرو لما قبض على جهم قال: " يا جهم! إنى لست أقتلك لأنك قاتلتني، أنت عندي أحقر من ذلك، ولكني سمعتك تتكلم بكلام باطل أعطيت لله عهدا أن لا أملك إلا قتلتك. فقتله " (٢) .

وهذا شبيه بما فعله خالد بن عبد الله القسري مع شيخه الجعد.

وأما ما ذكره الطبري من شعر لنصر بن سيار يتهم فيه الحارث وجيشه بالإرجاء، فلا شك أن كون الجهم كاتبا للحارث يعد سببا كافيا لخصمه السياسي أن يطعن في عقيدته، ويشهر به بين المسلمين، كان المبرر أقوى، على أن المنقول من أخبار نصر يدل على فضل وصلاح فيه (٣) .


(١) ... شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (٣/٣٨١) .
(٢) الفتح (١٣/٣٤٦) .
(٣) ذكر الطبري قصيدة جيدة لنصر بن سيار أولها موعظة بليغة ثم قال:
فامنح جهادك من لم يرج آخرة ... وكن عدوا لقوم لا يصلونا
واقتل مواليهم منا وناصرهم ... حينا تكفرهم والعنهم حينا
والعائبين علينا ديننا وهم ... ... شر العباد إذا خابرتهم دينا
والقائلين سبيل الله بغيتنا ... لبعد ما نكبوا عما يقولونا
فاقتلهم غضبا لله منتصرا ... منهم به ودع المرتاب مفتونا
إرجاؤكم لزكم والشرك فى قرن ... فأنتم أهل إشراك ومرجونا
لا يبعد الله فى الأجداث غيركم ... إذ كان دينكم بالشرك مقرونا

<<  <   >  >>