والمؤسف للغاية أن بعض علماء الحديث المعاصرين الملتزمين بمنهج السلف الصالح قد تبعوا هؤلاء المرجئة فى القول بأن الأعمال شرط كمال فقط، ونسبوا ذلك إلى أهل السنة والجماعة، كما فعل أولئك الذين ذكرنا بعضهم أعلاه، ولا أدرى كيف يوافقون هؤلاء فى هذه المسألة العظيمة من مسائل العقيدة التي جاء بيانها فى الكتاب والسنة وإجماع السلف - كما تقدم - وتظافرت عبارات السلف على ذم من خالف فيها ووصفه بالبدعة والضلال - كما أسلفنا - وهم من ذلك ينفرون منه أشد النفور، بل ربما حرصوا على مخالفتهم فى أمور أهون من هذه بكثير، بل ليست من مسائل الاعتقاد أصلا، وإذا كان مثل هذا يغتفر للعالم المجتهد الكبير ويضيع فى بحر حسناته وفضائله، فإن لا يغتفر للذين يقلدونه فى ذلك طلبه العلم، هدانى الله وإياهم للصواب. أنظر: رسالة حكم تارك الصلاة المنسوبة للشيخ الألبانى ص ٤٢.