(٢) تبع: هو تبع بن حسان بن تبان، من ملوك حمير في اليمن قيل اسمه مرثد. وهو تبع الأصغر آخر التبابعة، ملك بعد عبد كلال، وعقد الحلف بين اليمن وربيعة، وسار إلى الشام فلقيه قوم من حمير من بني عمرو بن عامر، فشكوا إليه ما نزل بهم من اليهود في (يثرب) ، وذكروا له سوء مجاورتهم لهم، ونقضهم العهد الذي بينهم، فسار إلى يثرب ونزل في سفح (أحد) وبعث إلى اليهود فقتل منهم ثلاثمائة رجل، وذللها لهم، وكان ملكه ٧٨ سنة (انظر: الأعلام ٢/ ٨٣) . وتبع لقب لكل من ملوك اليمن، كالخليفة للمسلمين، وكسرى للفرس، ومن التبابعة: الحارث الرائش وهو ابن همال ذي سود، وأبرهة ذو المنار، وعمرو ذو الأذعار، وشمر بن مالك الذي تنتسب إليه سمرقند، وأفريقيس بن قيس الذي ساق البربر إلى أفريقية من أرض كنعان وبه سميت أفريقية. والعرب كانوا يعرفون واحدا من هؤلاء أكثر من غيرهم ولذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ولا أدري أتبع لعين أم لا» وقال صلّى الله عليه وسلّم: «لا تسبوا تبعا فإنه كان مؤمنا ، والمقصود هو أبو كرب الذي كسا البيت بعد ما أراد غزوه، وبعد ما غزا المدينة وأراد خرابها ثم انصرف عنها لما أخبر أنها مهاجر نبي اسمه أحمد، وقال شعرا أودعه عند أهلها، فكانوا يتوارثونه كابرا عن كابر إلى أن هاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأدوه إليه، ويقال كان الكتاب عند خالد بن زيد أبي أيوب الأنصاري وفيه: شهدت على أحمد أنّه ... رسول من الله باري النسم فلو مدّ عمري إلى عمره ... لكنت وزيرا له وابن عم وذكره القرطبي: (١٦/ ١٤٤) : إن بين وفاة تبع وبعثة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم ألف سنة كاملة. (٣) كذا في (الأصل المخطوط) ، و (الإتقان) : ١/ ١٣٢. وقد استشهد به أبو حيان في (البحر المحيط)