للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مخضرة والغيث ليس بساكب ... ومضيئة والليل ليس بمقمر

ملأت جوانبها السماء وعانقت ... شرفاتها قطع السحاب الممطر

وقول بعض شعراء الصاحب:

دار على العز والتأييد مبناها ... وللمكارم والعياء معناها

فاليمن أقبل مقروناً بيمناها ... واليسر أقبل مقروناً بيسراها

لما بنى الناس في دنياك دورهم ... بنيت في دارك الغراء دنياها

ولو رضيت مكان الفرش أعيننا ... لم تبق عين لنا إلا فرشناها

وقال مؤلف الكتاب في القصر العالي:

وقصر مللك ترى كل الجمال به ... وطالع السعد يبدو من جوانبه

كأنما جنة الفردوس قد نزلت ... إلى خوارزم تعجيلاً لصاحبه

ومن أحسن ما قيل في انتقال الإمارة من يد إلى يد:

أقام بصحنها لؤم ابن سهل ... وفارق ربعها كرم الحسين

وكانت جنةً فغدت جحيماً ... فيا بعد اختلاف الحالتين

ومن أحسن ما قيل في الأوطان قول ابن الرومي:

وحبب أوطان الرجال إليهم ... مآرب قضاها الشباب هنالكا

إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهم ... عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا

وكان الصاحب ينشد كثيراً:

أكرم أخاك بأرض مولده ... وأمده من فعلك الحسن

فالعز مطلوب وملتمس ... وأعزه ما نيل في الوطن

ومن أحاسن ذلك قول بعضهم:

إذا نلت في أرض معاشاً وثروةً ... فلا تكثرن منها النزاع إلى الوطن

<<  <   >  >>