للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

العامل في المعطوف والبدل مقدّر، وفي سائر التوابع العامل في التابع بحكم الانسحاب وسراية حكم المتبوع فيه. وبعضهم إلى أنّ البدل والمعطوف كسائر التوابع. والتابع عند المحدّثين يجيء في لفظ المتابعة.

التابعيّ:

[في الانكليزية] Follower of a companion of the Prophet

[ في الفرنسية] Adepte d'un compagnon du prophete

بالياء المشدّدة عند أهل الشرع هو من لقي الصحابي من الثقلين مؤمنا بالنبي صلى الله عليه وسلم ومات على الإسلام. وقيد الصحابي يخرج الصحابي وفوائد باقي القيود تعرف في لفظ الصحابي.

وهذا هو المختار خلافا لمن اشترط في التابعي طول الملازمة كالخطيب، فإنه قال: التابعي من صحب الصحابي. وقال ابن الصلاح ومطلقه مخصوص بالتابعي بإحسان انتهى. والظاهر منه طول الملازمة إذ الإتباع بإحسان لا يكون بدونه، أو اشترط صحة السماع كابن حبان «١» فإنه اشترط أن يكون رآه في سنّ من يحفظ عنه، فإنّ كان صغيرا لم يحفظ فلا عبرة برؤيته كخلف بن خليفة «٢» فإنه عدّه في أتباع التّابعين، وإن كان رأى عمر بن حريث «٣» لكونه صغيرا، أو اشترط التمييز أي كونه مميزا تصلح نسبة الرؤية إليه، هكذا في شرح النخبة وشرحه. ومن ثم اختلف في الإمام الأعظم أبي حنيفة رحمه الله تعالى، فالجمهور عدّوه من التابعين لأنه أدرك عدّة من الصحابة وروى عن بعضهم لما في خطبة الدر المختار «٤»، وصحّ أنّ أبا حنيفة سمع الحديث من سبعة من الصحابة وأدرك بالسن نحو عشرين صحابيا. وذكر العلامة شمس الدين محمد أبو النصر عرب شاه «٥» في منظومته الألفية المسمّاة بجواهر العقائد ودرر القلائد «٦» ثمانية من الصحابة من روى عنهم الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله تعالى حيث قال:

معتقدا مذهب عظيم الشأن أبي حنيفة الفتى النعمان التابعي سابق الأئمة بالدين والعلم سراج الأمة جمعا من أصحاب النبي أدركا أثرهم قد اقتفى وسلكا


(١) هو محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي، أبو حاتم البستي، ويقال له ابن حبّان. ولد بسجستان وتوفي فيها عام ٣٥٤ هـ/ ٩٦٥ م. مؤرخ، علامة جغرافي، محدّث. له العديد من المؤلفات الهامة. الأعلام ٦/ ٧٨، معجم البلدان ٢/ ١٧١، شذرات الذهب ٣/ ١٦، اللباب ١/ ١٢٢، تذكرة الحفاظ ٣/ ١٢٥، ميزان الاعتدال ٣/ ٣٩، طبقات السبكي ٢/ ١٤١.
(٢) هو خلف بن خليفة الأقطع، من قيس بن ثعلبة بالولاء. توفي حوالي عام ١٢٥ هـ/ ٧٤٣ م. شاعر أموي مطبوع، راوية، كان لسنا بذيئا طريفا. الأعلام ٢/ ٣١٠، الشعر والشعراء ٤٤٦.
(٣) هو عمرو بن حريث بن عمرو بن عثمان المخزومي القرشي، أبو سعيد. ولد عام ٢ ق. هـ/ ٦٢٠ م. وتوفي بالكوفة عام ٨٥ هـ/ ٧٠٤ م وآل من الصحابة. ولي إمرة الكوفة. روى عدة أحاديث. الأعلام ٥/ ٧٦، ذيل المذيل ٢٣، سمط اللآلي ٥٥٢.
(٤) الدر المختار شرح تنوير الأبصار (فقه حنفي) لعلاء الدين محمد بن علي بن محمد بن عبد الرحيم الحصكفي، مفتي الشام (- ١٠٨٨ هـ). إيضاح المكنون ١/ ٤٤٧، معجم المطبوعات العربية، ٧٧٩.
(٥) لم يعثر عليه بهذا الاسم وإنما المشهور باسم ابن عربشاه وهو الموجود في بعض المراجع. وهو شهاب الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم الدمشقي الحنفي المعروف بابن عربشاه. ولد في دمشق عام ٧٩١ هـ وتوفي عام ٨٥٤ هـ في القاهرة. مؤرخ مشهور. وقد أخذه تيمور إلى سمرقند وبعد تيمور انتقل إلى القاهرة في آخر عمره. له عدة كتب منها: عجائب المقدور في غرائب تيمور. حاشية براون، ص ٢٣٩.
(٦) الأرجح أنها منظومة في العقيدة والتوحيد لشهاب الدين أحمد بن محمد المعروف بابن عرب شاه (- ٨٥٤ هـ) وقد ذكرتها المراجع التالية تحت اسم العقد الفريد في التوحيد، إذ لم يعثر لعرب شاه على ألفية غيرها. الأعلام ١/ ٢٢٨، كشف الظنون ٢/ ١١٥٢، الضوء اللامع، ٢/ ١٢٨.