الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فيقول المؤلف -رحمه الله تعالى- بعد أن قرّر أن القرآن كلام الله، بين في هذه الآيات أن الله -جل وعلا- قد نزل القرآن، وأن القرآن منزلٌ من قبل الله -جل وعلا-، ولذا في عقيدة أهل السنة والجماعة يقولون: منه بدأ، وإليه يعود {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ} [(١٥٥) سورة الأنعام] هذا إشارة إلى القرآن، {وَهَذَا كِتَابٌ} يعني مكتوب، مكتوبٌ في اللوح المحفوظ، وبالصحف التي بأيدي السفرة، وهو مكتوبٌ أيضاً في المصاحف، فهو كتابٌ، يعني مكتوب {أَنزَلْنَاهُ} أنزله الله -جل وعلا- بواسطة جبريل -عليه السلام- على نبيه محمد -عليه الصلاة والسلام-.
والوحي يأتي للنبي -عليه الصلاة والسلام- على أنحاء كما جاء في الحديث الصحيح في البخاري وغيره، يقول:((أحياناً يأتي مثل صلصلة الجرس، وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً)) وأحياناً -وهذا نادر- يأتي الملك على هيئته، وأحياناً ينفث في روعه -عليه الصلاة والسلام-.